العتبة الحسينيةمؤسسة وارث الأنبياء
مخطوطة العتبة الحسينيةمخطوطة وارث الأنبياء
الإمام الصادق(عليه السلام) في أرض كربلاء  بين الزيارة الحسينيّة والخطط التاريخيّة

الإمام الصادق(عليه السلام) في أرض كربلاء بين الزيارة الحسينيّة والخطط التاريخيّة

الأُستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم - أُستاذ التاريخ الإسلامي، العراق

خلاصة المقال

مقدّمة

إنّ الأئمّة الأطهار^ إضافةً لدورهم الديني والقيادي في الأُمّة؛ فإنّهم تولّوا مهمّة المحافظة على الأُسس العلميّة والمعرفيّة بين الناس، فقد انتشرت حلقات الدرس التي يقومون من خلالها بإلقاء المعارف على الناس، وتبيين الحقائق العلميّة في حياتهم^ بشكل واضح لا يمكن إغماض النظر عنه.

وهذا ـ بالطبع ـ مع ملاحظة أنّ ضيق واتّساع دائرة هذه الحلقات يكون بحسب الظروف التي يمرّ بها كلّ إمام في مواجهته مع السلطة، وظروف أتباعه ومواليه في تلك الفترة، حتى تصل النوبة إلى عهد الإمام الباقر× مؤسّس المدرسة العلميّة ذات النطاق الواسع، التي أصّلت المباني الفكريّة والعقديّة والفقهيّة لما أُطلق عليها فيما بعد بـ(المذهب الجعفري)؛ نسبةً إلى الإمام جعفر الصادق× صاحب المدرسة المعروفة بـ(مدرسة الإمام الصادق×)، التي تخرّج منها أرباب المذاهب والفِرق في القرن الثاني من الهجرة.

نعم، لقد شهد العصر العبّاسي في عهد الإمام الصادق× نهضةً علميّةً واسعةً، وأنّ الباحث المدقّق في مناظرات الإمام الصادق× في التوحيد والنبوّة والإمامة، يجد في طيّاتها أسئلةً موجّهةً للإمام×، وأنّ الإجابات عنها موجودة في مختلف العلوم والمعارف.

كما يجد في مناظراته× مع علماء عصره ـ وبخاصّة الزنادقة والملحدين ـ مساحةً عريضةً في الفكر الإسلامي، بالرغم من جبروت السلطة الحاكمة، وضراوتها مع أصحاب الفكر السياسي المعارض للدولة وحكّامها، فكان× يُملي على تلامذته علوم الفقه والتفسير والحديث والكيمياء والفيزياء والفلك والطبّ وغيرها من العلوم، ممّا يظهر من خلاله للناظر في تلك الفترة ـ وما تلاها ـ صورة واضحة لتعدّد العلوم والمعارف عند الإمام الصادق×، والشاهد على ذلك ما نجده في كثير من المصادر من أنّ تلاميذ الإمام× كثيراً ما كانوا  يردّدون لفظ (سألت جعفر بن محمّد)، و(سألت الإمام الصادق).

وكان× يستمع للآراء، ويتسامح مع المخالفين، ويبتعد عن الكراهيّة والغضب، حتّى أصبحت مدرسته في المدينة المنوّرة وفي الكوفة ملتقى العلماء والفقهاء والمفكّرين وإن اختلفوا في الرأي، وأطالوا في الجدال، وهذا هو المنهج العلمي الذي سار عليه الإمام علي×.

ومن بين تلك المعارف والعلوم دراسة الخطط التاريخيّة والمواقع الجغرافيّة في فكر الإمام الصادق×، التي أشار إليها عند تجواله في مدن الحجاز والعراق، فإنّها تُعدّ مصدراً علميّاً مهمّاً لتلامذته× ومعاصريه؛  فإنّ الإمام الصادق× في رحلاته قد حضر اجتماع بغداد في عهد الخليفة العبّاسي أبي جعفر المنصور، ومنها ذهب إلى الكوفة، وشيّد على قبر الإمام علي× أوّل بنية في التاريخ، وقصد كربلاء، ووقف على قبر الإمام الحسين×، وأشار ـ كما سوف نذكر في طيّات هذا البحث ـ إلى الخطط التاريخيّة المحيطة بالمرقدين الشريفين الحسيني والعبّاسي.

وتبقى مؤشّرات الإمام الصادق× التي حدّدت موضع مرقد أمير المؤمنين×، ومرقد الإمام الحسين× في النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة ـ والتي أكّدتها الأحاديث الأُخرى المرويّة عن أهل البيت^ ـ سنداً مهمّاً دالاً على موضع المرقدين الشريفين. يُضاف إلى ذلك ما أورده المؤرّخون من نصوص تُشير إلى هذه الحقائق  التاريخيّة وإن شذّ بعضهم وأخذ يُشكّك في موضع القبرين الشريفين، حتّى أنّ بعضهم لم يُميّز بين منطقتي (الثوية، والغري)[1]، وتحديد موقعهما الجغرافي من منطقة (ظهر الكوفة أو ظاهر الكوفة).

طبعاً؛ جاء إخفاء موضع القبر العلوي الشريف تنفيذاً لوصيّة أمير المؤمنين× لأبنائه بذلك، بينما كان إخفاء قبر الإمام الحسين× بعد استشهاده هو نتيجة تعمّد السلطة الأُموية وإجراءاتها التعسّفيّة، ولكنّ الإمامين محمّداً الباقر وجعفراً الصادق÷ زارا المرقدين الشريفين قُبيل إبرازهما بشكل عامّ للناس، وذلك في نهاية القرن الثاني من الهجرة، وعند ذلك توافد محبّو الأئمّة^ على الزيارة، وازدادت بشكل أكبر بعد انهيار الدولة الأُموية وقيام الدولة العبّاسي ة.

نعم، أشارت بعض النصوص إلى أنّ بعض حكّام السلطة العبّاسي ة تعمّد هدم المرقدين الشريفين العلوي والحسيني، وذلك في عهد المتوكّل على الله (232ـ 247هـ)،ممّا جعل محبّي أهل البيت^ في بعض سنين الدولة العبّاسي ة يقصدون النجف الأشرف وكربلاء بسرية وخوف من اكتشاف أمرهم من قِبل السلطان الحاكم. وقد أشار إلى هذه الأعمال القبيحة أبو الفرج الأصفهاني في كتابه (مقاتل الطالبيّين)، والشيخ الطوسي في كتابه (الأمالي)، والمسعودي في (مروج الذهب)، وغيرهم من المؤرّخين والرجاليّين.

وكانت هذه الموجات الحاقدة للنيل من مرقدي الإمام علي والإمام الحسين÷ قد ذهبت أدراج الرياح؛ إذ حظيت المشاهد المشرّفة باهتمام بعض الحكّام، وقد كان القرن الثالث الهجري شهد اهتماماً كبيراً من أُولئك الحكّام، فبُنيت القباب والطاقات، وتمّ تجديد الأبنية وإضافة مبانٍ أُخرى جديدة؛ ومن هنا نجد أنّ الشاعر الحسين بن الحجّاج المتوفّى عام (391 هـ) قد أشار إلى هذه الظاهرة في قصيدته التي مطلعها: [2]

يا صاحب القبّة البيضا في النجف
مَن زار قبرك واستشفى لديك شُفي(1)

كما كان للسلطان عضد الدولة البويهي في هذه الفترة مساعٍ حميدة في تطوير المراقد الشريفة.

وعلى إثر جميع ذلك بقي المشهدان (مشهد علي ومشهد الحسين÷) مقصد الوافدين من جميع أقطار الأرض، وإلى هذا المعنى أشار الشاعر الشيخ محمّد السماوي النجفي في أُرجوزته:[3]

وسمّي المشهد حيث القاصد
يشهد ما ليس له بشاهد(1)

وبقي المشهدان العلوي والحسيني مكاناً لاحتشاد الزائرين، لكنّ هناك بعض المؤرّخين مَن تخبّط في الأمر، فمرّة أشار الى موضع معيّن، ومرّة أُخرى إلى رواية معينّة بيّنت تحديداً ما، دون اللجوء إلى الأخبار السليمة الصادرة عن الأئمّة^. وفي مقابل هؤلاء فقد أزال بعض الباحثين ـ من مؤرّخين ورواة ـ الأوهامَ الحاصلة في المقام، كالسيّد ابن طاووس في كتابه (الإقبال)، وابن أبي الحديد في كتابه (شرح نهج البلاغة)، وابن عنبة في (عمدة الطالب)، وابن شهر آشوب في (مناقب آل أبي طالب)، وغيرهم من الأعلام، ولا بدّ للباحث المعاصر، والمؤرّخ الدقيق من دراسة النصوص وترجيح الرواية الصحيحة على غيرها، والاعتماد على أدلّة علميّة دقيقة.

زيارةالإمامالصادق×لكربلاء

قصد الإمام جعفر بن محمّد الصادق× أرض كربلاء بعد زيارته لأرض النجف الأشرف، وتحديده لمرقد أمير المؤمنين×  في السنوات الأُولى من عصر الدولة العبّاسي ة، وقد أُطلق على الإمام أبي عبد الله الحسين× بعد استشهاده في معركة الطفّ لقب (صاحب كربلاء)؛ حيث جاء في الرواية التي يُسندها ابن قولويه إلى أبي بصير قوله: «سمعت أبا عبد الله أو أبا جعفر÷ يقول: مَن أحبّ أن يكون مسكنه الجنّة، ومأواه الجنّة، فلا يدع زيارة المظلوم. قلت: مَن هو؟ قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء؛ مَن أتاه شوقاً إليه، وحبّاً لرسول الله، وحبّاً لفاطمة، وحبّاً لأمير المؤمنين، أقعده الله على موائد الجنّة، يأكل معهم والناس في الحساب»[4].

هذا؛ وقد أشار الإمام الصادق× إلى خاصيّتين لكربلاء، هما:

أوّلاً: فضلزيارةالمولىأبيعبدالله×وبُعدهاالعقائدي

فقد ورد عنه× أنّه قال: «مَن أتى قبر الحسين× تشوّقاً إليه كتبه الله من الآمنين يوم القيامة، وأُعطي كتابه بيمينه، وكان تحت لواء الحسين× حتى يدخل الجنّة، فيسكنه في درجته؛ إنّ الله عزيز حكيم»[5].

وورد عنه× أيضاً ـ وبعدّة طرق ـ جوابه عن سؤال أبي خديجة (سلمة) حول زيارة قبر الإمام الحسين× الذي قال فيه: «إنّه [أي زيارة قبر المولى×] أفضل ما يكون من الأعمال»[6].

ثانياً:تحديد حرمةمدينة كربلاءوبيان ما تشتمل عليه من مواقع تاريخيّة مهمّة

 أمّا ما يتعلّق بحرمة المدينة وقداستها من الناحية الدينيّة، فقد أجاب الإمام الصادق× عن سؤال أحد أصحابه عن المدن المقدّسة في العالم قائلاً: «أربع بقاع ضجّت إلى الله أيّام الطوفان: البيت المعمور فرفعه الله، والغري، وكربلاء، وطوس»[7].

وأمّا فيما يتعلّق بكونها حرماً آمناً مباركاً فقد ورد في هذا الصدد عنه× مخاطباً رجلاً من مواليه: «يا فلان، أتزور قبر أبي عبد الله الحسين بن علي÷؟ قال: نعم، إنّي أزوره بين ثلاث سنين مرّة. فقال له وهو مصفرّ الوجه: أما والله الذي لا إله إلّا هو، لو زرته لكان أفضل لك ممّا أنت فيه. فقال له: جُعلت فداك، أكل هذا الفضل؟ فقال: نعم. والله، لو أنّي حدّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره، لتركتم الحجّ رأساً وما حجّ منكم أحد. ويحك، أما تعلم أنّ الله اتّخذ كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يتّخذ مكّة حرماً»[8].

وورد عنه× أيضاً أنّه قال: «إنّ أرض الكعبة قالت: مَن مثلي وقد بُني بيت الله على ظهري، ويأتيني الناس من كلّ فجّ عميق، وجُعلت حرم الله وأمنه. فأوحى الله إليها أن كفّي وقرّي، فوعزّتي وجلالي، ما فضل ما فُضّلتِ به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلّا بمنزلة الإبرة غُمست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولولا ما تضمّنته أرض كربلاء ما خلقتكِ، ولا خلقت البيت الذي افتخرتِ به...»[9].

وأمّا بشأن تحديد المواقع التاريخيّة المهمّة في مدينة كربلاء، فقد أصبحت الروايات التي ينقلها الثقات عن الأئمّة الأطهار^ مادّةً أساسيّةً يستفيد منها المؤرّخون والجغرافيّون في أبحاثهم المتعلّقة بتحديد المواقع القديمة في هذه المنطقة، التي أُطلق عليها لفظ (مشهد الحسين، ومشهد كربلاء) في كثير من النصوص التاريخيّة[10].

 ومن بين أُولئك الثقات مجموعة من الرواة أو المحدّثين، من قبيل: 

جابر الأنصاري.

أبو حمزة الثمالي.

أبو سعيد المدائني.

صفوان الجمّال.

معاوية بن عمّار.

محمّد بن المشهدي.

هذا؛ وتُعطي إشارة الإمام الصادق× إلى تلك المواقع المهمّة بُعداً زمنيّاً؛ نظراً لكون أحاديثه الشريفة تعود إلى النصف الثاني من القرن الثاني من الهجرة، أي ما بين 83 ـ 148هـ، بل إلى ما  قبل هذه الفترة أيضاً؛ وذلك لأنّه× قد أشار إلى أحاديث أبيه الإمام الباقر×، مستعرضاً فيها الأبعاد التاريخيّة والجغرافيّة لأرض كربلاء، ومبيّناً بأنّ لفظة (المشهد) إذا أُطلقت من دون تحديد، فالمقصود بها مشهد أمير المؤمنين الإمام علي× في أرض النجف الأشرف، وبالتالي فإنّ لفظة (مشهد الحسين) جاءت في كثير من المصادر للتمييز بين مشهده× وبين مشهد أبيه أمير المؤمنين×.

وبعد اتّساع الهجرة إلى كربلاء لمجاورة الإمام الحسين× أُطلق على المجاورين للمرقد الشريف لفظ (أهل الحسين)، ومن المحتمل أنّ هذا اللفظ جاء بعد زوال الحكم الأُموي عام 132هـ، وتوافد الزائرين إلى كربلاء والسكن فيها[11].

وفيما يلي نقدّم للقارئ الكريم عرضاً للشواخص البارزة في كربلاء ومسمّياتها التاريخيّة التي أشار إليها الإمام الصادق× في أحاديثه الشريفة، وهي كالتالي:

أوّلاً: الأرض المباركة

ذكر بعض المفسّرين قولين ـ اختار أوّلهما ـ في مقام بيان معنى البركة التي وُصفت بها الأرض التي نودي فيها نبي الله موسى× في قوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[12]، وهما: إنّ هذه الأرض وصفت بذلك؛ لكونها معدن الوحي والرسالة وكلام الله تعالى وآياته وأنواره، أو لكونها كثيرة الأشجار والثمار والخير والنعم[13].

ولعلّه للارتباط الوثيق بين حادثة استشهاد الإمام الحسين× وأهل بيته وصحبه البررة، وبين المحافظة على الجهود التي بذلها الأنبياء^ في تبليغ رسالة الله تعالى ووحيه المبارك، جاء تأويل عبارة (البقعة المباركة) بكربلاء في بعض الروايات الشريفة، منها: ما عن الإمام الصادق× قال مخاطباً أحد أصحابه: «يا مفضّل، إنّ بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء، فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة البيت الحرام، ولا تفتخري على كربلاء؛ فإنّها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة...»[14].

ورود عنه× في ذات الصدد: «شاطئ الواد الأيمن الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء»[15].

وورد عنه× من دون نظر إلى الآية المشار إليها آنفاً أنّ صفوان الجمّال قال: «سمعت أبا عبد الله× يقول: إنّ الله تبارك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت، ومنها ما بغت... وإنّ كربلاء وماء الفرات أوّل أرض وأوّل ماء قدّس الله تبارك وتعالى وبارك عليها، فقال لها: تكلّمي بما فضّلك الله. فقالت لـمَّا تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض، قالت: أنا أرض الله المقدّسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي، ولا فخر، بل خاضعة ذليلة لـمَن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني، بل شكراً لله. فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين×»[16].

ثانياً: الحائر

ذكر اللغويّون أنّ معنى الحائر هو: «حوض يسيب إليه مسيل الماء... وإنّما سُمّي حائراً؛ لأنّ الماء يتحيّر فيه، يرجع أقصاه إلى أدناه»[17]. أي: إنّ الماء يتحيّر فيه ولا يخرج منه[18].

هذا؛ وإنّ كربلاء سُمّيت بالحائر[19]، وتحديداً أُريد به: «حائر الحسين×، وهو ما حواه سور المشهد الحسيني على مشرّفه السلام»[20].

وقد ورد هذا التحديد في كلمات أهل البيت^؛ حيث رُوي عن الإمام أبي عبد الله الصادق× قوله: «إنّ في طين الحائر الذي فيه الحسين× شفاءً من كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف»[21].

ولعلّ السبب في تسمية هذا المكان بالحائر هو كونه مكاناً منخفضاً يجتمع فيه الماء ولا يخرج منه، وبالتالي يكون هذا المعنى موافقاً لما عليه اللغويّون. أو أنّ السبب ما ذكره الشهيد الأوّل في كتابه (الذكرى)، وهو أنّ المتوكّل لمّا أمر بإطلاق الماء على قبر الإمام الحسين× ليعفيه، حار الماء ولم يصل إليه[22].

وفي مقام تحديد مساحة الحائر الحسيني نجد أنّ الإمام الصادق× حدّدها بعشرين ذراعاً في عشرين ذراعاً، قائلاً: «قبر الحسين عشرون ذراعاً مكسّراً روضة من رياض الجنّة»[23].

كما أنّه× بيّن ما ينبغي للزائر أن يفعله عند استقبال القبر والوقوف عليه، أو (قبور الشهداء)؛ حيث جاء تحت عنوان (زيارة أُخرى) نقلها ابن قولويه عنه× ما يلي: «ثمّ امشِ قليلاً، ثمّ تستقبل القبر فقل: الحمد لله الواحد المتوحّد بالأُمور كلّها، خالق الخلق فلم يعزب عنه شيء من أمرهم، وعالم كلّ شيء بغير تعليم، ضمن الأرض ومَن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله... ثمّ امشِ قليلاً واستقبل القبر ثمّ قل: الحمد لله الذي لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كلّ شيء فقدّره تقديراً... ثمّ امشِ قليلاً فكبّر سبعاً، وهلّل سبعاً، واحمد الله سبعاً، وسبّح الله سبعاً، وأجبه سبعاً تقول: لبّيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي وشعري وبشري ورأيي وهواي، على التسليم لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب، والدليل العالم، والأمين المستخزن، والموصي البليغ، والمظلوم المهتضم... ثمّ امشِ حتّى تنتهي إلى القبر وقل وأنت قائم: سبحان الله، يُسبّح له الملك والملكوت، ويُقدّس بأسمائه جميع خلقه. سبحان الله الملك القدوس ربّنا وربّ الملائكة والروح... ثمّ تستقبل قبور الشهداء قائماً فتقول: السلام عليكم أيّها الربّانيّون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع وأنصار...»[24].

وقد عبّر× عن هذه الأماكن المذكورة وغيرها بالحائر، مؤكّداً على أهمّية الإكثار من الصلاة فيه؛ حيث جاء في الزيارة ذاتها قوله×: «وكلّما دخلت الحائر فسلّم، ثمّ امشِ حتّى تضع يديك وخدّيك جميعاً على القبر، فإذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك، ولا تقصّر عنده من الصلوات ما أقمت»[25].

هذا؛ وقد تكرّر ذكر لفظ (الحائر) في كلام الإمام الصادق×[26] والتأكيد على أهمّية أداء الصلاة في هذه الأرض الطاهرة[27]. وكمثال على أهمّية الحائر الحسيني نذكر ما قاله الإمام الصادق× مخاطباً فيه الحسين بن ثوير بن أبي فاختة: «يا حسين، مَن خرج من منزله يُريد زيارة قبر الحسين بن علي’، إن كان ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حسنةً ومحا عنه سيئةً، حتّى إذا صار في الحائر كتبه الله من المصلحين المنتَجَبين (المفلحين المنجحين)»[28].

وروى صفوان الجمّال أحاديث عن الإمام الصادق× عن كربلاء وخططها التاريخيّة؛ لأنّه كان مرافقاً للإمام×، وتكرّر لفظ (الحائر) في تلك الأحاديث، وهذا ما جعل الكثير من مجاوري المرقد الشريف يُطلق عليهم لفظ (الحائري)؛ اعتزازاً وتقديراً للحائر الحسيني.

ثالثاً: شاطئ الفرات

من المناطق الأُخرى التي ترتبط بكربلاء، والتي جاءت في كلمات أهل البيت^ منطقة (شاطئ الفرات)، وتحديداً ورد ذكرها ـ في كثير من الروايات ـ عند بيان موضع استشهاد الإمام الحسين×، ومن هذه الروايات ما رواه صفوان الجمّال عن الإمام الصادق× ـ والرواية طويلة نقتصر على محلّ الشاهد فيها ـ أنّه قال: «فإنّ أبي حدّثني عن آبائه^، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ ابني هذا الحسين يُقتل بعدي على شاطئ الفرات»[29].

وفي مقام تحديد محلّ قبر المولى أبي عبد الله×، واستحباب قيام الزائر لمرقده الشريف بالغُسل في شاطئ الفرات، ما ورد عن الإمام الصادق× مجيباً أحد أصحابه  ـ وهو يونس ـ عن كيفيّة زيارة الإمام الحسين×من أنّه× قال: «إذا أتيت أبا عبد الله× فاغتسل على شاطئ الفرات، ثمّ البس ثيابك الطاهرة، ثمّ امشِ حافياً؛ فإنّك في حرم من حُرم الله ورسوله»[30].

ورُوي عنه× أيضاً وهو في الحيرة مخاطباً جماعةً من الشيعة: «يا بشير، إنّ الرجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات ثمّ يأتي قبر الحسين× عارفاً بحقّه، فيُعطيه الله بكلّ قدم يرفعها أو يضعها مائة حجّة مقبولة، ومعها مائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعداء الله وأعداء الرسول»[31].

هذا؛ وقد ورد التعبير عن هذا التحديد في كلمات الإمام الصادق× بـ(شطّ الفرات) أيضاً، فمثلاً ورد في مقام تحديد الإمام× لموقع قبر العبّاس× ـ أحد أبرز أبطال واقعة كربلاء الخالدة ـ الرواية التالية، مخاطباً فيها أبا حمزة الثمالي: «إذا أردّت زيارة قبر العبّاس بن علي÷ وهو على شطّ الفرات بحذاء الحائر، فقف على باب السقيفة وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين...»[32]. كما جاءت هذه التسمية أيضاً في كلمات الإمام الرضا×[33].

ثمّ قد يُعبّر عن هذه المنطقة أيضاً بـ(طفّ الفرات)، قال الحموي: «والطفّ: طفّ الفرات، أي الشاطئ. والطفّ: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرّية فيها كان مقتل الحسين بن عليE»[34].

رابعاً: الغاضريّة

الغاضريّة منسوبة إلى غاضرة بني أسد، وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء[35]، وهي من القرى المحاذية للمكان الذي حصلت فيه واقعة الطفّ الأليمة، قال الشيخ البحراني: «ومضى [أي الحسين×] قتيلاً يوم عاشوراء، وهو يوم السبت العاشر من المحرّم قبل الزوال، ويقال: يوم الجمعة بعد صلاة الظهر. وقيل: يوم الاثنين، بطفّ كربلاء بين نينوى والغاضريّة من قرى النهرين بالعراق، سنة ستّين من الهجرة، ويقال: سنة إحدى وستّين. ودفن بكربلاء من غربي الفرات»[36].

وقد ورد ذكر هذه البقعة الجغرافيّة في حديث الإمامين الباقر والصادق÷، والتأكيد على أهمّيتها وقدسيّتها، فقد رُوي عن الإمام الباقر× أنّه قال: «الغاضريّة هي البقعة التي كلّم الله فيها موسى بن عمران×، وناجى نوحاً فيها، وهي أكرم أرض الله عليه، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيّه، فزوروا قبورنا بالغاضريّة»[37].

وفي ذات الصدد رُوي عن الإمام الصادق× قوله: «الغاضريّة من تربة بيت المقدس»[38].

ورُوي عنه× أيضاً: «إذا أردّت الوداع بعد فراغك من الزيارات فأكثر منها ما استطعت، وليكن مقامك بالنينوى أو الغاضريّة، ومتى أردّت الزيارة فاغتسل وزر زورة الوداع، فإذا فرغت من زيارتك فاستقبل بوجهك وجهَه والتمس القبر، وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنّة من العذاب...»[39].

خامساً: الطفّ

عرّف الحموي مفردة (الطفّ) في معجمه بأنّها: «ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق». وحدّدها جغرافياً بقوله: «والطفّ: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرّية، فيها كان مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه، وهي أرض بادية قريبة من الريف»[40].

كما تلتقي هذه الرقعة الجغرافيّة بطفّ النجف، وتسمّى هذه البقعة الواسعة بأرض الطفوف، ولكن بعد استشهاد الإمام الحسين× أصبحت مختصّة بأرض كربلاء. كما أنّ المعركة التي دارت رحاها في ذلك اليوم (يوم عاشوراء) أصبحت تسمّى بمعركة الطفّ أو وقعة الطفّ، كما نصّ على ذلك أهل السير والمؤرّخون[41].

لقد جاء تحديد المكان الذي يُقتل فيه الإمام أبو عبد الله الحسين×، وأنّه أرض الطفّ في الأحاديث النبويّة، فقد جاء في بعضها: «إنّه| قال: أخبرني جبرائيل أنّ ابني الحسين يُقتل بعدي بأرض الطفّ، فجاءني بهذه التربة، فأخبرني أنّ فيها مضجعه»[42].

كما أنّ تسمية هذه البقعة بالطفّ وردت عن الإمام زين العابدين× وهو ينقل كلمات عمّته العقيلة زينب’، وهي تواسيه وتصبّره بقولها: «لا يجزعنّك ما ترى، فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى جدّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أُناس من هذه الأُمّة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرّجة، وينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء×، لا يُدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيّام»[43].

هذا؛ وقد امتدح الإمام الصادق× هذه البقعة الجغرافيّة في كلماته المباركة ـ وإن لم يُسمّها بأرض الطفّ ـ ومنحها قدسيّةً كبيرةً؛ حيث قال عند حديثه عن الأرض التي استشهد فيها الحسين× ما نصّه: «موضع قبر الحسين...، روضة من رياض الجنّة... موضع قبر الحسين× ترعة من ترع الجنّة»[44].

كما يمكننا أن نجد هذه المفردة في القصائد الشعريّة التي قيلت في مصيبة استشهاد المولى أبي عبد الله الحسين×، فمنها ما ورد في الرواية التي ينقلها جابر بن عبد الله الأنصاري عن الإمام الباقر×:  [45]

إنّ قتيل الطفّ من آل هاشم

أذلّ رقاباً من قريش فذلّتِ

حبيب رسول الله لم يكُ فاحشاً

أبانت مصيبتك الأُنوف وجلّتِ(4)

ومنها أيضاً ما أشار إليه النسّابة الكلبي:[46]

فإن يكن الزمان أتى علينا

بقتل الترك والموت الوحي

فقد قَتَل الدعي وعبد كلب

بأرض الطفّ أولاد النبي(1)

سادساً: نينوى

حدّد الجغرافيّون التسمية بأرض نينوى ـ علاوة على أنّها قرية يونس في الموصل ـ بناحية من نواحي سواد الكوفة، ومنها ـ كما يقول ياقوت الحموي ـ كربلاء التي قُتل بها الإمام الحسين×[47].

هذا؛ وإنّنا لم نجد الإمام الصادق× قد أشار إلى نينوى في أحاديثه الشريفة.

ونضيف إلى الأماكن التاريخيّة في مدينة كربلاء، التي وردت في أحاديث الإمامين محمّد الباقر وجعفر الصادق÷ (مقام جعفر الصادق) في مدينة كربلاء، ويُعرف هذا المكان بشريعة الإمام جعفر بن محمّد، وهو المكان الذي كان يغتسل فيه الإمام جعفر الصادق في نهر الفرات قُبيل زيارته للحائر، وموقعه في أراضي الجعفريّات على الشاطئ الغربي من نهر العلقمي[48].

ونضيف لما تقدّم أيضاً حديث الإمام الصادق× عن (القنطرة)؛ حيث ورد عنه× أنّه قال: «إذا أتيت الحائر فاعبر القنطرة، واغتسل في الفرات، وضع رجلك في الغاضريّة»[49].

وختاماً؛ تجدر الإشارة إلى أنّ المحدّد الأوّل لمشهدي الإمامين علي والحسين÷ هو الإمام جعفر الصادق×، وعليه اعتمدنا في بحثنا عن الخطط التاريخيّة لمدينة كربلاء المقدّسة؛ بصفته صاحب الأولويّة في التحديد الخططي والتاريخي، وبيان أهمّية الزيارات.

المصادروالمراجع

* القرآن الكريم.

1.-         بحار الأنوار، الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت1111هـ)، المطبعة الإسلاميّة، طهران ـ إيران، 1388هـ.

2.-         تراث كربلاء، سلمان هادي آل طعمة، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1403هـ/1983م.

3.-         الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير، أبو طالب علي بن أنجب تاج الدين المعروف بابن الساعي، المطبعة السريانيّة الكاثوليكيّة، بغداد ـ العراق، 1934م.

4.-         ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، محمّد بن جمال الدين العاملي المعروف بالشهيد الأوّل (ت786هـ)، تحقيق ونشر: مؤسّسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1419هـ.

5.-         روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، محمود بن عبد الله الآلوسي (ت1270هـ)، تحقيق: علي عبد الباري عطيّة، دار الكتب العلميّة منشورات محمّد علي بيضون، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1415هـ.

6.-         روضة الواعظين، محمّد بن علي بن الحسين بن الفتّال النيسابوري (ت508هـ)، المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف ـ العراق، 1386هـ/1966م.

7.-         العوالم ـ الإمام الحسين×، عبد الله البحراني (ت1130هـ)، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام المهدي×، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1407هـ /1365ش.

8.-         الغارات، إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي (ت283هـ)، تحقيق السيّد جلال الدين المحدّث.

9.-         الغدير في الكتاب والسنّة والأدب، عبد الحسين أحمد الأميني (ت1392هـ)، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الرابعة، 1397هـ/1977م.

10.-   فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب×، السيّد عبد الكريم بن طاووس الحسني (ت693هـ)، المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف ـ
العراق، 1368هـ.

11.-   كامل الزيارات، جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي (ت367هـ)، المطبعة المباركة المرتضويّة، النجف الأشرف ـ العراق، 1356هـ.

12.-   الكامل في التاريخ، علي بن محمّد الشيباني المعروف بابن الأثير (ت630 هـ)، دار صادر، بيروت ـ لبنان، 1965هـ.

13.-   كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت175هـ)، تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي، مؤسّسة دار الهجرة، قم ـ إيران، الطبعة الثانية، 1409هـ.

14.-   كتاب المزار، محمّد بن جمال الدين العاملي المعروف بالشهيد الأوّل (ت786هـ)، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام المهدي×، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1410هـ.

15.-   لسان العرب، محمّد بن مكرم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (ت711هـ)، نشر: أدب الحوزة، قم ـ إيران، 1405هـ. 

16.-   مجمع البحرين، فخر الدين الطريحي (ت1085هـ)، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، الناشر: مرتضوي، الطبعة الثانية، 1362ش.

17.-   مجمع البيان في تفسير القرآن، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548هـ)، تصحيح: فضل الله اليزدي الطباطبائي، هاشم الرسولي، نشر: ناصر خسرو، طهران ـ إيران، الطبعة الثالثة، 1413هـ.

18.-   مدينة النجف، محمّد علي جعفر التميمي، مطبعة دار النشر والتأليف، النجف ـ
العراق، الطبعة الأُولى، 1372هـ.

19.-   مستدرك سفينة البحار، علي النمازي الشاهرودي (ت1405هـ)، تحقيق وتصحيح: الشيخ حسن بن علي النمازي، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قمّ المشرّفة ـ إيران، 1418هـ.

20.-   معجم البلدان، شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي (ت626هـ)، دار صادر، بيروت ـ لبنان، 1955م.

21.-   مناقب آل أبي طالب، رشيد الدين أبو عبد الله محمّد بن علي السروي المعروف بابن شهر آشوب (ت588هـ)، المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف ـ العراق، 1956م.

22.-   المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي (ت597هـ)، مطبعة دائرة المعارف العثمانيّة، حيدر آباد الدكن، 1359هـ.

23.-   موسوعة العتبات المقدّسة، جعفر الخليلي/قسم كربلاء، كربلاء في التاريخ، حسين علي محفوظ.

24.-   وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت1104هـ)، الطبعة الحجريّة، إيران، 1313هـ.

 



[1][1][1] الثوية: موضع قريب من الكوفة، وقيل: بالكوفة. وقيل: خريبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها. ذكر العلماء أنّها كانت سجناً للنعمان بن المنذر، كان يحبس بها مَن أراد قتله، فكان يقال لمن حُبس بها: ثوى، أي أقام، فسمّيت الثوية بذلك. اُنظر: الحموي، ياقوت، معجم البلدان: ج2، ص87.

      أمّا الغري: فقد ورد في المعجم أنّ الغريّين «طربالان، وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر علي بن أبي طالبE. قال ابن دريد: الطربال قطعة من جبل، أو قطعة من حائط تستطيل في السماء وتميل. والغري ـ المقصود في العبارة أعلاه ـ هو أحد هذين الطربالين». المصدر السابق: ج4، ص196، وص201.

[2] التميمي، محمّد علي جعفر، مدينة النجف: ص75.

 

[3] الأميني، عبد الحسين، الغدير: ج4، ص88.

 

[4] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص137، 141.

 

[5] المصدر السابق: ص142.

 

[6] المصدر السابق: ص146.

 

[7] ابن طاووس، السيّد عبد الكريم، فرحة الغري: ص57.

 

[8] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص267.

 

[9] المصدر السابق.

 

[10] اُنظر: ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج7، ص240. ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج7، ص250. ابن الساعي، علي بن أنجب، الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعناوين السير: ج9، ص78.

 

[11] اُنظر: الخليلي، جعفر، موسوعة العتبات المقدّسة/قسم كربلاء (كربلاء في التاريخ للدكتور حسين محفوظ)، ص121.

 

[12] القصص: الآية 30.

 

[13] اُنظر: الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان: ج7، ص392. الآلوسي، محمود، روح المعاني: ج10، ص282.

 

[14] النمازي الشاهرودي، علي، مستدرك سفينة البحار: ج9، ص87.

 

[15] الحرّ العاملي، محمّد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج3، ص389.

 

[16] النمازي الشاهرودي، علي، مستدرك سفينة البحار: ج9، ص87.

 

[17] الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين: ج3، ص289.

 

[18] اُنظر: ابن منظور، محمّد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص223.

 

[19] اُنظر: المصدر السابق.

 

[20] الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين: ج3، ص280. 

 

[21] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص467.

 

[22] الشهيد الأوّل، محمّد بن جمال الدين، ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة: ج4، ص291.

 

[23] الفتّال النيسابوري، أبو علي محمّد، روضة الواعظين: ص411.

 

[24] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص216ـ 220.

 

[25] المصدر السابق: ص219.

 

[26] اُنظر: المصدر السابق: ص229.

 

[27] المصدر السابق: ص245ـ 246.

 

[28] المصدر السابق: ص132.

 

[29] الشهيد الأوّل، محمّد بن جمال الدين، المزار: ص119.

 

[30] المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار: ج98، ص152.

 

[31] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص185.

 

[32] المصدر السابق: ص256.

 

[33] اُنظر: المصدر السابق: ص147ـ ص148. ابن شهر آشوب، محمّد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص272.

 

[34] الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص36.

 

[35] اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص183.

 

[36] البحراني، عبد الله، العوالم ـ الإمام الحسين×: ص326.

 

[37] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص452.

 

[38] المصدر السابق.

 

[39] المصدر السابق: ص437.

 

[40] الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص35ـ 36.

 

[41] اُنظر: الثقفي الكوفي، إبراهيم بن محمّد، الغارات: ج2، ص776.

 

[42] المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار: ج18، ص113.

 

[43] المصدر السابق: ج28، ص57.

 

[44] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص271.

 

[45] المصدر السابق: ص96ـ 97.

 

[46] المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص309.

 

[47] اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج5، ص339.

 

[48] طعمة، سلمان هادي، تراث كربلاء: ص37ـ 38.              

 

[49] ابن قولويه، جعفر بن محمّد، كامل الزيارات: ص221.