العتبة الحسينيةمؤسسة وارث الأنبياء
مخطوطة العتبة الحسينيةمخطوطة وارث الأنبياء

شبهة: لعن بني أمية قاطبة

مشاركة:

متن الشبهة:

إن هناك من بني أمية ممن كان مواليا لأهل البيت(ع)، فكيف يشمله اللعن الوارد في زيارة عاشوراء؟

الجواب:

باسمه تعالى

ان الآيات القرآنية واضحة في دلالتها على قباحة أخذ شخص بجريرة غيره، أو أن يعاقبه على فعل لم يقترفه كما في: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[1]، وهكذا العقل أيضا يرى قباحة أن يعاقب شخص ما على عمل لم يفعله، واللعن كما هو واضح دعاء للطرد من رحمة الله عز وجل، ونتيجته تؤدي إلى العقوبة الإلهية والدخول إلى النار.

وبما أن هناك من ثبت إيمانه وولايته لأهل البيت^ كخالد بن سعيد الذي انتصر لأمير المؤمنين× حين غصبوا الخلافة منه، فقال له×: (اجلس يا خالد ، فقد عرف الله لك مقامك ، وشكر لك سعيك)[2]. وسعد بن عبد الملك الذي يسمى بـ(سعد الخير) كان من أصحاب الإمام الصادق× (دخل يوما ينشج كما تنشج النساء  على أبي جعفر×، فقال له×: ما يبكيك يا سعد؟ قال: وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن، فقال له: لست منهم، أنت أموي منا أهل البيت، أما سمعت قول الله عز وجل يحكي عن إبراهيم: (فمن تبعني فإنه مني)[3]، فلا شك أن اللعن العام الوارد في الزيارة لا يشملهما، وذلك لما دلّ على حرمة لعن المؤمن عقلا وشرعا، فإن لعنه من دون أي سبب يجوّز ذلك قبيح، هذا عقلا، وأما شرعا، فقد استدل الفقهاء ببعض الروايات التي يضيق المحل لذكرها[4]، كما أنهم أفتوا بحرمة لعنه أيضا[5]،  فيخرج هذا الفرد من العام، فيكون هذا العام الوارد في لعنهم قاطبة جارٍ في غير من عُلم أنه ليس منهم.



[1]. الآنعام: 164.

[2]. انظر: الصدوق، محمد بن علي، الخصال: ص461، تصحيح: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط1، ذي القعدة الحرام 1403هـ . ق - 5 شهريور 1362هـ . ش.

[3]. انظر: المفيد، محمد بن محمد، الاختصاص: ص85، تصحيح: علي أكبر الغفاري، رتب فهارسه: السيد محمود الزرندي المحرمي، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، ط2، 1414هـ -1993م.

[4]. انظر: الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة: ج12، ص301، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت^ لإحياء التراث - قم المشرفة، ط2، جمادي الآخرة 1414هـ .ق.

 

[5]. انظر: الخوئي، أبو القاسم بن علي أكبر، صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات مع تعليقات وملحق لسماحة آية الله العظمى الميرزا الشيخ جواد التبريزي: ج3، ص298، ط 1، ت: 1418 - 1997م.