العتبة الحسينيةمؤسسة وارث الأنبياء
مخطوطة العتبة الحسينيةمخطوطة وارث الأنبياء

شبهة: المختار وأخذه بثأر الإمام الحسين(ع)

مشاركة:

متن الشبهة:

ألم يأخذ المختار الثقفي بثأر الإمام الحسين(ع)؟! فلو كان المختار أخذ بثأره، فلا وجه لما هو مذكور في دعاء الندبة: أين الطالب بدم المقتول بكربلاء؟

الجواب:

باسمه تعالى

ثبت تاريخيا أن المختار ثأر للإمام الحسين(ع) وانتقم من قتلته، إلا أن قتل قتلة الإمام الحسين(ع) شيء وإدراك ثأره شيء آخر، فقد ورد عن الباقر(ع) أنه قال: «.. والله لقد قُتل قتلة الحسين(ع) ولم يُطلَب بدمه بَعد»[1].

فالحسين× من أولياء الله الذين حباهم بعظيم النعم واختصهم بأعلى المراتب، وهم لا يمثلون أنفسهم فحسب، وإنما يمثلون المنهج الإلهي ويطبقون الدستور الرباني، ومن هنا فإن قتل أمثال هؤلاء والتعدي عليهم لا يُعَدُّ مُجَرَّدُ قتل لفرد، وإنما يعد تعديا على حدود الله واستخفافا بحرماته، ومن هنا فإن الله عز وجل هو الذي يدرك ثأرهم بما يراه مناسبا من صروف العذاب والنكال.

وبناء على ما تقدم فإن الأخذ بثأر الإمام الحسين× لا يتحقق بقتل يزيد وأعوانه ـ الذين ساهموا معه بقتل الحسين× ـ فحسب، وإنما يتحقق باجتثاث الفكر الأُموي الظلامي وتهديم صرح الباطل الذي شيدوه، واستئصال ذراريهم الذين يتغنون بفعل آبائهم، ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق الإمام المهدي# الذي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، فعن أبي الصلت الهروي قال: «قلت لأبي الحسن الرضا×: يا ابن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن الصادق× أنه قال: إذا خرج القائم قتلَ ذراري قتلة الحسين× بفعال آبائها؟ فقال×: هو كذلك. فقلت: وقولُ الله عز وجل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ما معناه؟ قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم، ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قُتِل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزّ وجلّ شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم× إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم...»[2].



[1]. ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص134، تحقيق: جواد القيومي ـ لجنة التحقيق، مؤسسة نشر الفقاهة، ط1، 1417هـ.

[2]. الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع: ج 1، ص 229، تقديم: السيد محمد صادق بحر العلوم، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها في النجف، 1385هـ ‍- 1966م.